بسم الله الرحمان الرحيم
المحاضرة السادسة :مادة علوم القران
الجزء الاول
# موقف الصحابة من هذا الجمع :
بعد ان انفذ عثمان رضي الله عنه المصاحف امر بما سواه ان يحرق و بعث الى اهل الامصار اني قد صنعت كذا و كذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم.
وقد رضي الصحابة رضوان الله عنهم بما صنع عثمان و اجمعوا على سلامته و صحته
#دليل ذلك:
1/فقد قال زيد ابن ثابت : فراية أصحاب محمد يقولون احسن والله عثمان. احسن و الله عثمان.
2/ وروى ابو داود عن مصعب ابن سعد قال : قال ادركت الناس متوافدين حين حرق عثمان المصاحف فاعجبهم ذلك وقال لم ينكر ذلك منهم احد.
3/روى سويد ابن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه لا تقولوا في عثمان الا خيرا فوالله مافعل الذي فعل في المصاحف الا عن ملاء منا
4/وعن ابي داود قال:قال علي في المصاحف لو لم يصنعه عثمان لصنعته.
_ولم ينقل عن احد الصحابة خلاف او معارضة لما فعل عثمان. الا ما روي من معارضة عبد الله ابن مسعود. وينبع ان نعلم ان معارضتة رضي الله عنه لم تكن بسبب حصول تقسيم في الجمع او النقص او الزيادة و انما جاءت معارضته لعدم تعينه مع اعضاء لجنة نسخ المصاحف ولهذا قال اعزل عن نسخ المصاحف و تولها رجل و الله لقد اسلمت وانه لفي صلب رجل كافر.
وروى الترميذي عن ابن شهاب قال : فبلغني ان ذلك كرهه من مقال ابن مسعود رضي الله عنه رجال من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
#/وقد دافع ابو بكر البغدادي عن اختيار زيد ابن ثابت. بقوله : ولم يكن اختيار زيد ابن ثابت الا ان زيد كان احفظ للقران من عبد الله اذا وعاه كله و رسول الله حي و لا ينبغي ان يظن الجاهل ان هذا طعن على عبد الله ابن مسعود لان زيد اذا كان احفظ للقران منه فليس ذلك موجبا لتقدمه عليه، لان ابى بكر و عمر رضي الله عنهما كان زيد احفظ منهما للقران وليس خيرا منهما ولا مساويا لهما في الفضائل و (احسبه قال المناقض).
___وما بد عن عبد الله ابن مسعود من انكار فشيء نتجه الغضب ولا يعمل به ولا شك في انه رضي الله عنه قد عرف بعد زوال الغضب منه حسن اختيار عثمان و من معه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وبقي على موافقتهم و ترك الخلاف لهم.
قال الامام ابن كثير : ثم رجع ابن مسعود الى الوفاق.
##فان قيل كيف جاز للصحابة ترك الاحرف الستة التي امر الرسول عليه السلام قراءة القران بها؟
#قيل : ان امره اياهم بذلك لم يكن امر اجاب وفرض و انما كان امر اباحة و رخصة واذا كان ذلك كذلك لم يكن القول بتركهم الاخرف تاركين ما عليهم نقله بل كان الواجب عليهم من الفعل ما يؤدون به الواجب وهو احد هذه الاحرف فاذا حفظواه و نقلوه فقد فعلوا ما كليفوا به #وهذا تعليل ابن جليل الطبري)/كتاب جامع البيان في تاويل اهل القران.
#تعليل ابن القيم : عد ابن القيم جمع الناس على حرف واحد فاحسن حيث قال : فلما خاف الصحابة رضي الله عنهم على الامة ان يختلفوا في القران و راوى ان جمعهم على حرف واحد اسلموا (وادعنوا) من وقوع الاختلاف فعلوا ذلك ومنعوا الناس من القراءة بغيره
وهذا كما لو كان للناس عدة طرق الى البيت وكان سلوكهم في تلك الطرق يوقعهم في التفرق و التشتيت و يطمع فيهم العدو فراى الامام جمعهم على طريق واحد فتركوا بقيت الطرق جائز لذلك ولم يكن فيه ابطال لكون تلك الطرق موصلة الى المقصود وان كان فيه نهي عن سلوكه لمصلحة الامة.
###عدد المصاحف التي امر عثمان بنسخها :::
اختلف في عدد النسخ التي كتبها عثمان اربع اقوال :
1/ قيل انها اربعة نسخ، قال ابو عمر الداني اكثر العلماء على ان عثمان رضي الله عنه لما كتب المصحف جعله على اربع نسخ وبعث الى كل ناحية بواحدة منهن فوجها الى الكوفة احداهن والى البصرة اخرى و الى الشام الثالثة وامسك عند نفسه واحدة
2/ قيل خمس نسخ قال السيوطي : المشهور انها خمسة
3/قيل انها سبع نسخ :فقد روى ابن داود عن ابوا حاتم السجستاني ت255ه
قال : لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القران كتب سبع مصاحف فبعث واحدا الى مكة و اخر الى الشام و اخر الى البحرين. .. البصرة... الكوفة وحبس بالمدينة واحدا.
وقيل انها ثمانية و قيل ستة
ذكر بعض المؤرخين رؤيتهم لبعض المصاحف و من من ذكر رؤيته لبعضها ابن الجبل صاحب الرحلة حين زار جامعة دمشق راى في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة في المحراب خزانة كبيرة فيها مصحف من مصاحف عثمان وهو المصحف الذي وجه به الى الشام كما قال
__ وقد زار المسجد ايضا ابن بطوطة ت779 فقال و في قبلة المسجد المقصورة العظمى التي يامو فيها امام الشافعية و في الركن الشرقي منها ازاء المحراب. خزانة كبيرة فيها المصحف الكريم الذي وجهه امير المؤمنين عثمان ابن عفان الى الشام كما ذكر ذلك ايضا الامام ابن كثير ت774ه
في كتابه فضائل القران
ان ابى الجزلي و ابن فضل الله العمري قد راوى كلاهما هذا المصحف الشامي نفسه و اوى ابن الجزلي مصحف في مصر و يبدوا كذلك ان المصحف الشامي ظل محفوظا الى اوائل القران الرابع عشر هجري حيث قيل انه احترق.
فقد قال الاستاذ محمد كرد علي في حديثه عن الجامع الاموي قال : حت اذا كانت ستة 1310 ه سوت النار الجدوع صقوفه فالتهمتها في اقل من ثلاثة ساعات فاندثر اخر ما بقي من اتاره ورياشه (فراشه) و حرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي كان الناس يقولون انه مصحف العثمان. و قيل هذا المصحف امسى زمنا في حوزة قياصرة الروس في دار الكتب في لننغراد ثم انتقل الى انجلترا
وفقد هذه المصاحف لا يقلل من ثقتنا اليقينية بما تواتر. و استفاضة نقل من المصاحف ثقة عن ثقة و اما عن امام وسواء وجدت هذه المصاحف او فقدت فان على يقين تام لا يزاوله شك ولا يعتليه ريب بسلامة هذه المصاحف من الزيادة و النقصان وقد اعترف بذلك غير العلماء من المسلمين
الرئيسية 
